أدمغة طلبتنا تنجذب نحو المعنى – رحلة الدماغ نحو الاستكشاف العميق
الجمعة 6/12/2024
أ.نداء الرياحي
بفضل التقدم في التكنولوجيا والعلوم الطبية، أصبحنا أكثر قدرة على استكشاف كيف يتعلم الدماغ، والتعرف على العمليات التي تحدث بداخله. واليوم، نمتلك معرفة قيمة تساهم بشكل كبير في تحسين ممارسات التعليم والتعلم مما يساهم في تحسين تعلم الدماغ.
تشير الأبحاث إلى أن الدماغ دائمًا ما يسعى لإيجاد أنماط ذات معنى، بينما يرفض المعلومات غير المرتبطة بالمعنى. عندما تُنظم المعلومات حول مفاهيم مترابطة، تصبح أكثر وضوحًا وسهولة في الفهم. لذلك، الطلاب يميلون إلى التعلم بشكل أفضل عندما يمكنهم ربط المعلومات الجديدة بمعرفتهم وخبراتهم السابقة.
أثبتت الدراسات أن التعلم يكون أكثر فعالية عندما يتمكن الدماغ من تكوين معنى حقيقي للمعلومات بدلا من فرضها عليه. فالدماغ لا يستجيب بشكل فعال للمعلومات ذات المعنى السطحي بل يتفاعل مع المعلومات ذات المعنى الحقيقي والمتصلة بالحياة الواقعية، ما يؤكد أهمية ربط التعلم بنجارب الحياة اليومية.
تنصح أبحاث الدماغ المعلمين بأن يدركوا أن كل طالب هو كيان فريد بذاته، يحتاج إلى فرص متعددة لفهم المفاهيم الجديدة. قد تكون بعض المعلومات مألوفة لطالب وغير معروفة لآخر. لذا، يجب أن تركز المناهج الدراسية على تحفيز اهتمام الطلاب:من خلال توفير محتوى مشوق ومثير للاهتمام.، ومن ثم تعزيز الإبداع والمشاركةعبر إتاحة الفرص للطلاب للاندماج في مواقف تعليمية حياتية، وتسهيل ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات التي يمتلكها الطالب مسبقًا.
ووفقًا للأبحاث، إذا كان التعلم عملية ربط بين المعلومات غير المعروفة والمعلومات المعروفة، فعلى المعلمين توفير فرص متعددة لربط المفاهيم الجديدة بالقديمة، وذلك عبر ثلاثة مهام:
أولاً، تحديد المفاهيم والمبادئ والمهارات الأساسية في مواضيعهم. ثانيًا، فهم الاحتياجات التعليمية لطلابهم بعمق. ثالثًا، استخدام هذه المعرفة لتقديم تعليم متمايز يدعم مستويات التفكير العليا ويعزز الإبداع من خلال ربط المعرفة الأساسية بالأمور الجديدة التي يتعلمونها.
من الدراسات، نعلم الآن أن الطلاب يتعلمون جيداً عندما يتعرضون لتحديات معتدلة: إذا كانت المهمة صعبة جداً، فقد يشعر الطالب بالإحباط، بينما تؤدي المهام السهلة إلى فقدان الدافعية. إذن، لتحقيق التوازن، يجب على المعلمين تقديم تحديات ملائمة لمستوى الطالب، مما يحفزه على التعلم باستمرار.
وأخيراً، يستحق الطلاب معلمين يلتزمون بدعمهم لتحقيق إمكانياتهم الكاملة.
“فالمعلم الجيد يدرك أن الطالب يستطيع أن يُعلّم وأن المعلم يستطيع أن يتعلّم، ويتمتع المعلم بالتفاعل مع العقول المتعطشة للتعلم، مع تقدير ما يضيفه الطالب وليس فقط ملء الفجوات المعرفية.”