سر الشكر: معركة الوعي ضد الغفلة

شارك هذه المنشور

سر الشكر: معركة الوعي ضد الغفلة

الثلاثاء 17/12/2024
تغريد برهوش

قال تعالى: “وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ” (سورة الأعراف: 17) جاء على لسان إبليس حين توعد بني آدم بالإغواء، واختار الشكر تحديدًا ليكون مركز المعركة.
فالشكر ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو اعتراف عميق بعظمة الله، وركيزة أساسية تجعل الإنسان متصلًا بخالقه،متنعمًا ومستفيدًا من نعمه بالطريقة الصحيحة وعلى أفضل وجه.

إبليس يدرك أن الشكر هو حصن الإنسان، لذلك ينسج حباله حول غفلته، لينسيه النعمة ويغرقه في السخط والجحود.
وكأن الشكر هو السلاح الأقوى في هذه المعركة الكبرى. الشيطان يُلهي الإنسان عما يملكه، يعده بالفقر ويُنسيه الخير الذي بين يديه، فينغمس في اللهاث خلف ما يظنه ناقصًا، وينسى أن النعمة تكمن في الرضا قبل أن تكمن في المزيد.

لكن، عندما يستحضر الإنسان نعم الله ويستشعرها ويقدرها، يُبصر ما حوله بنور الامتنان. الشكر يُعيد ترتيب فوضى الحياة، يحصّن القلب ضد السخط، ويرفع الروح فوق دوامات النقص. إنه فلسفة، حالة وجودية تمنحك غنى النفس وطمأنينة الروح، وتفتح لك أبواب المزيد كما وعد الله: “لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ”.

الشكر ليس مجرد كلمة، بل هو موقف، قوة داخلية تعترف بالفضل وتغلق أبواب الغفلة أمام الشيطان. إنه السلاح الذي يجعل الشاكر منتصرًا، ويمنحه حياة عامرة بالسكينة والوفرة، حتى في أضيق الظروف.

“الشكر.. المعجزة التي تهزم وعود الشيطان”

المزيد من المقالات

جميع الحقوق محفوظة . صمم بواسطة موركيز