تغريد برهوش
الثلاثاء 10/ 5/ 2022
ارتدِ نظارة الشغف الخاصة بك
هل فكرت يومًا بالسبب الذي يجعل لاعبًا يمضي ساعاتٍ طويلة في التدريب؟ أو باحثًا يكرّس أيامًا طويلة بين ابحاثه ومختبراته ، قارئًا ينهَمُ الكتاب تلوالآخر، محبًّا يركض لوجهةٍ يحبّها، كاتبًا لا يترك قلمه، أو حتى رسامًا لا يُغلق دفتره
تعددت الأدوار السابقة، ويختلف الموقف وترتيب الأحداث، ويجتمع الجميع في دقّة القلب الواحدة.. والشّعورذاته.. والإنسان فيها واحد.. إنسان ينبض شغفًا
تقول أوبرا وينفري: “الشغف هو طاقة، وشعور بالقوة نابع من التركيز على ما يثير حماسك”، وأضاف البعض أنّ الشغف هو الميّول الكبير، والحب المتزايد لأمرٍ محدد، ممزوجًا بمشاعر الحماس، والمتعة، والانطلاق اتجاهه، ويُوصَف أيضًا بأنّه حالة التدفق والانسيابيّة اتجاه أمر، أوشخص، أو هدف معيّن .
يبدأ الفرد اكتشاف شغفه من معرفته لذاته، فخلال سعيه الموجه والممنهج نحواكتشافها؛ يستكشف الأمورالتّي يحبها، والمهارات ونقاط القوة التي يتميز بها ،والمهام التي يبرع فيها ويستمتع بها،ويلتمس شغفه فيه.
وسيشعر مقدار ذلك الشغف حين يستطيع أن يقدّر ذاته، وأن ينظر للحياة نظرةً إيجابية، يقدّر فيها الأشياء البسيطة القادرة على منحه لحظات السّعادة الكثيرة.
وقد يجد الفرد شغفه بعد تحديده لقيمه وأهدافه، أوعند كسره لحاجز الخوف لديه، فيصبّح حرّا..منطلقًا لاختبار تجارب عديدة، يشعر خلالها بمشاعر عديدة ومتنوعة،ثم يتوقف ليعيد ترتيبها ليتوصل منها لمعرفة حقيقة ما يشغف.
الشغف هوالطاقة الكامنة الداخلية للإنسان وفي الوقت ذاته هو الشرارة المولدة لإشعال تلك الطاقة . فعندما يلتقي الشغف مع ما تحب القيام به، تجد أنك مؤمن بمخزون طاقة هائلة لتحدّي الصعوبات والعقبات، و أنك تستطيع الانغماس في العالم من حولك ، وإيجاد الزاوية المناسبة لك، فترى الحياة منها، وتسعى للحياة فيها.
حين تصبح شغوفًا تزداد ثقتك في نفسك، وتتمكن من ابصار وإيجاد فرص عديدة من حولك لا تراها إلا بنظارة الشغف الخاصة بك . فما تراه فرصة بالنسبة لك قد لاتكون فرصة بنظارة شخص آخر، والعكس صحيح .
لذا بات علينا أن ندرك ضرورة وأهمية الحفاظ على الشغف. فالحفاظ عليه لا يقل أهمية عن معرفته .
لأن الشغف ليس امتلاءًا واهمًا بالأحلام والأمنيات، ولا قوة مؤقتة، بل إنّه سلاح أمام محطات الكسل والفتور الذي يصيب الفرد. وهوالخطوة المضيئة لإيجاد الحلول وللتطويروالتحسين .
كما أن الشغف إذا لم يترجم إلى إنجاز،سرعان ما يتبخرويختفى، ويصبح مع الوقت روتينًا تقليديًّا وبمرورالوقت يفقده المرء .
والمرء منّا يختبرمشاعرإيجابية عند كل مرة يتمكن فيها من إنجاز شيئًا جديدًا يحبه، تلك المشاعرقد تتجلى في أنفاس متسارعة،ضحكات غير مسيطرٍ عليها، ركض وقفز لا إرادي، ونبضات قلبٍ سريعة جدًا، وغالبًا ما يرغب أن يستعيد تلك المشاعر مرارًا وتكرارًا فتراه يعيد الكرة مراتٍ كثيرة وبحب أكبر وبشغف متزايد.. وقد يدرك حينها أنّ متعةَ الحياة قد تختزل في شعور محدد .