تغريد برهوش
الاثنين 8/1/ 2022
التفكير الايجابي
نسمع كثيرًا عن نصف كأس الماء ، وينشق منه نظريات عديدة، تقول واحدة أن التشاؤم هو قول نصف الكأس فارغ، وأخرى أن البساطة وصف الكأس دون ذكر كمية الماء بداخله، أمّا في حالة الإيجابية، فأذكر نظريتان ،الأولى تقول نصف الكأس ممتلئ، ونظريتي تقول، أفرغ الماء في كأس أصغر حجما، فيمتلئ.
يخبرنا علم النفس بنظرية خاصة، يعرّف فيها التفكير الايجابي بإنه قدرة الفرد على تغيير أفكاره ومعتقداته ،والتحكم بها،والتعديل عليها، بطابع تفاؤلي ،يساعده على التحكم في رؤيته للتحديات والمشكلات، وعدم تركه الأفكار تتحكم به، وبتصرفاته، ونظرته للمشكلة خاصة، والحياة بشكل أوسع.
ويقول العلم أيضًا؛ بإنّه ليس مجرد عمليّة بسيطة، وإنّما نمط حياة، يحتاج ممارسة كثيرة، فيتحلى الفرد بالإيمان حينًا، ويسعى للفصل بين الحياة والمشكلة في أحيان كثيرة، فيوسع الفرد نطاق رؤيته، ليُبصر أنّ الحياة متشكلة ومتنوّعة ،مليئة بالأحداث اللطيفة الأخرى، وأنّ خدشًا في طرف الصورة لا يلغي جمالها، وبعدها يعي أن المهم ليس المشكلة، وإنّما ما سيفعله الفرد بعدها، ويقرر الوقوف مجددا، فيبحث في داخله عن حلّه المناسب لها، ويستمر بعدها، في رحلته الحياتية
ويتابع؛ فيقول أن الفرد المتمع بمهارة التفكير الايجابي يصبح ممتلكا لمهارات عديدة، فهي تساعده على التكيّف مع أي نوع من الظروف والشخصيات، فهو قادر إلى الوصول لدرجة عالية من التفاهم، والاستيعاب، لمشاكل وأخطاء الآخرين ومسامحتهم، وكذلك يتملك قدرة جيدة، للاستماع إلى المحيطين به، وتقبّل الرأي الآخر، والنقد، ويملك إيماناً ، إن جميع الأفراد بما منهم ذاته ،قابلون للخطأ والصواب، وقادرون على إصلاح أخطائهم، إن قدّروا ذواتهم وعرفوها، وأحسنوا رؤية الموقف منها.
في بعض الأحيان، يجب على الأمور أن تخالفنا لنحصل على التغيير المطلوب، أحيانًا، يجب أن نُكسَر حتى نتعرف على القوة الرهيبة الموجودة في داخلنا، حتى نخطو خطوة جديدة في طريق يناسبنا، حتى نعرف جزءًا منسيًّا منا، يجب أن نخطئ لنصل إلى الحكمة، وأن نلتمس طيفًا من الحزن، فنعرف طعم السعادة، وألا ننسى، أنّ كل ما سبق، تبقى أحيانًا.