تغريد برهوش
الاربعاء 3/16/ 2022
الحياة و طنجرة الضغط
يتواجد الضغط في حياتنا ويؤثرعلينا بشكل شبه يومي بغض النظر أين نحن او في أي بيئة نكون. ولأننا نواجه في حياتنا تحديات لامنتهية ومستمرة ، نكاد أن نقول بأن الضغط اصبح رفيق لنا في معظم مراحل الحياة.
وفي هذا العالم المتجدد والمتسارع ،اصبحت كلمة الضغط كلمة معتادة، نسمغها اونرددها يوميا ككلمة Facebook او Google .
وخلال قراءتي للجريدة صباح اليوم استوقفتني عبارة في جزءمن مقالة لأبرز الأحداث الساخنة لهذا الشهر . تلك العبارة ” إذا وضعنا الكثير من الضغوط في طنجرة الضغط فسوف تنفجر في نهاية المطاف …… “
وهنا ورد ببالي الكثير من الخواطر عن طنجرة الضغط من حيث مبدأ عملها وألية عملها وكم هي مفيدة .. لأجدني أتمعن في وجه الشبه بين الحياة وضغظ الحياة ، وبين طنجرة الضغظ والضغط الجوي .
وهل جميع الضغوطات سيئة ؟ أم أن هناك نوع ما من تلك الضغوطات ممكن ان تعمل على تحفيزنا .. وقد تزيد من دافعيتنا وإنتاجيتنا ؟ خاصة إن لم تكن من تلك الضغوطات المزمنة او المفرطة التي قد توصلنا إلى نقطة الإنهيار، وأعود بفكري مرة أخرى لمبدأ عمل طنجرة الضغط وكيف أنها تقلل من المدة المطلوبة للغليان والتبخر مما يعمل على تقليل وقت الطهي بشكل ملموس وفعال فكذلك هو الحال بالنسبة لبعض الضغوطات فهي تحفزنا على الاستثمار الأمثل للوقت والتقليل من الوقت أو الجهد المهدور .
وكيف أن الطنجرة تبدأ بالزقزقة عندما تبدأ درجة الحرارة بالإرتفاع وكلم زادت الحرارة يعلو معها الصوت لينتقل شيئا قشيئأ من زقزقة لصفير إلى أن يصل إلى تلك الوتيرة الثابتة من الصفير التي أعتادت الأذن سماعها .حينها يكون البخار داخل الطنجرة قد وصل إلى ضغط ثابت .
حينها تذكرت اهم قطعة ألا وهي صفارة الطنجرة فهي صمام الأمان الذي يسمح بالتنفيس إلى الخارج .وعندما يحدث أي خلل في الضغط أوفي التنفيس ينتج عنه صوت تدركه الأذن ،حينها نسارع باتخاذ إجراءات للتخفيف من الضغط داخلها ومنع حدوث أي مخاطر أو أضرار
أي لابد أن نعي إشارات التوتر وصفارات الضغط الخاصة بنا . وأن نحاول إدراك وتمييز وقهم سبب تلك الإشارات . ثم نستخدم طرق واستراتيجيات تساعدنا على التنفيس وتخفيف الضغط المفرط ، أو الضغط الزائد غير المرغوب به
ولكي نشير إلى بعض الإستراتيجيات والطرق البسيطة لابد ان ندرك أن أن معظم مصادر الضغط في حياتنا نابعة من ثلاثة مصادر رئيسية: وهي نابعة من تصورنا بعدم القدرة على االتحكم أو ما يسمى نقص التحكم ،القدرة والتواصل
يجدث ذلك عندما يتصور ويعتفد الاشخاص أن لديهم قدرة على السبطرة على موقف ما او على بعض الأشخاص من حولهم او المعطيات المحيطة بهم . وهذا بالتأكيد غير صحيح،وقد يكون ذلك من أكثر الأسباب الرئيسية للضغط .والصحيح بأننا لدينا القدرة على التحكم في بعض الأشياء فقط ..ومن أهم تلك الأشياء التي يمكننا التحكم فيها هو كيفية التجاوب مع المواقف والأشخاص .
ومن أسهل وأبسط الإستراتجيات ذات العلاقة بالتحكم ، أن تأخذ ورقة وتطويها نصفين واكتب على الجانب الأيمن ( يمكن التحكم به ) والجانب الايسر ( لايمكن التحكم به) ، تقكر جيدا ولا تضيع وقتك و تستنزف جهدك فيما لاتتحكم فيه، ركز فقط على ما يمكن التجكم به .
وما تعنيه بالقدرة ، هو القدرة على استخدام بعض طرق تخفيف الضغط كالتنفس العميق أومهارات التخيل والإسترخاء. ومن الجيد ممارسة ذلك أكثر من مرة أسبوعيا لمدة 20 دقيقة .
وأخيرا ، أحيانا عندما نصاب بالضغط تدفعنا عريزتنا للإنعزال . لابأس في بعض العزلة ولكن يعد التواصل من أكثر العوامل أهمية في مساعدة الأشخاص على الخروج من المواقف الصعبة أوالضغوطات. فمجرد الحديث بمكالمة أوالخروج مع صديق والتعبيرعن الضغط الذي تشعر به قد يخفف عن كاهلك الكثير.
ويبقى الامتياز الأكبر لمواجهة أي ضغط ان نكثر من قول استغفر الله العظيم.. ومناجاة من القلب مع رب العالمين .