الشغف

شارك هذه المنشور

تغريد برهوش

الاربعاء 3/16/ 2022

الشغف

هل فكرت يومًا بالسبب الذي يجعل لاعبًا يمضي ساعاتٍ طويلة في التدريب؟ أو باحثًا يكرّس أيامًا طويلة بين المختبرات، قارئًا ينهَمُ الكتاب تلو الآخر، محبًّا يركض لوجهةٍ يحبّها، كاتبًا لا يترك قلمه، أو حتى رسامًا لا يُغلق دفتره.

تعددت الأدوار السابقة، ويختلف الموقف وترتيب الأحداث، ويجتمع الجميع في دقّة القلب الواحدة، والشّعور ذاته، والإنسان فيها واحد، فإنّه إنسان يشغف.

ابدأ من اقتباس للمذيعة الأمريكية أوبرا وينفري : “الشغف هو طاقة، وشعور بالقوة نابع من التركيز على ما يثير حماسك” ، وأزيد عليه، أنّ الشغف هو الميّول الكبير، والحب المتزايد لأمرٍ محدد، ممزوجًا بمشاعر الحماس،، والمتعة، والانطلاق اتجاهه، ويُوصَف أيضًا بأنّه حالة التدفق والانسيابيّة اتجاه أمر، أو شخص، أو هدف معيّن.

يبدأ الفرد اكتشاف شغفه من معرفته لذاته، فعند اكتشافها؛ يكتشف الأمور التّي يحبها، والمهام التي يبرع فيها ويستمتع، ويلتمس شغفه فيها، حين يستطيع أن يقدّر ذاته، وأن ينظر للحياة نظرةً إيجابية، يقدّر فيها الأشياء البسيطة القدرة على منحه لحظات السّعادة الكثيرة، يجده بعد تحديده لقيمه وأهدافه، كسره لحاجز الخوف لديه، فيصبّح حرّا، منطلقًا لاختبار تجارب عديدة، يشعر خلالها بمشاعر كثيرة، فيرتبها ،ويعرف منها ما يشغُف.

الشغف هو مصدر طاقة الإنسان، فعندما تتحلى به، تجد طاقة هائلة لتحدّي الصعوبات والعقبات، تستطيع الإنغماس في العالم الذي النحل، وإيجاد الزاوية المناسبة لك، فترى الحياة منها، وتسعى للحياة فيها، حين تصبح شغوفًا تزداد ثقتك في نفسك، وتتمكن من إيجاد وابصار الفرص الكثيرة حولك لتتمسك في الحياة،.

الشغف ليس امتلاءًا واهمًا بالأحلام والأمنيات، ولا قوة مؤقتة، أو سلك طريق أعرج، وليس مجرد شعور لا قيمة له، أو غرضًا تائهًا، بل إنّه حاجة انسانية بحتة، ووسيلة للاستمرار، هو سلاح أمام الكسل والفتور الذي يصيب الإنسان، هو خطوة مضيئة لإيجاد الحلول، فالشغف إذالم يتحول إلى إنجاز، سرعان ما يتبخر ويختفى، ويصبح روتينًا تقليديًا، يتملل الفرد منه في البداية ، ومع مرور الوقت يفقده ويذهب منه.

يختبر المرء منّا عند إنجازه بما يحب شيئًا جديدًا، قد يتحلى في نفسٍ متسارع، ضحكات غير مسيطرٍ عليها، ركض لا إرادي، ونبضات قلبٍ سريعة جدًا، يقف بعضها دقيقة متأملًا، ويرغب بعدها أن يستعيد هذا الشّعور مرارًا وتكرارًا، فيعيد الكرة مراتٍ كثيرة، وبشغف متزايد ،ويدرك حينها، أنّ متعةَ الحياة قد تختزل في شعور.

المزيد من المقالات

جميع الحقوق محفوظة . صمم بواسطة موركيز