تغريد برهوش
الاثنين 5/12/ 2022
انعكاسات اسرار نبات البامبو في الحياة
أستيقظ في الصّباح الباكر، أفتح الستائر، أغسل وجهي، أبصر في المرآة، وأبصرني، وتتتابع الصور في انعكاس واحد، ذكريات عديدة، علاقات كثيرة، مشاعر سابقة، ملامح وجه مميزة، وندبة لم تختفي،وأدرك ،من أنا ،وما ترمز إليه ذاتي.
يقول أميل دوركايم أن كلًا منا ينقسم إلى جزئين، لا يمكن الفصل بينهما، يمثل الأول الحالات الذهنية المرتبطة بحياتنا الشخصية، والآخر نظام الأفكار والعادات التي تمثل شخصية المجتمع الذي تعيش فيه، والذي ينعكس من تجاربنا مع الآخر، والتفاعل مع العلاقات المحيطة، ومن هنا نستنبط تعريف الذات، بأنها نتيجة تفاعل الفرد مع الآخرين، ومحصلة الأفكار والمشاعر والمعتقدات التي يكوّنها الفرد بناءًا على تفاعلات الخارجية، وأنّ ها محور تكوين شخصيّة الفرد، وعاداته ،وتطوير كلّ منهما.
ويمكن اختزال ما سبق بأن الذات انسجام بين نظرة الفرد لنفسه، والتغير والتجدد فيها تبعا لتجدد معتقداته، وانعكاس رؤية الآخرين له وتفاعل معهم.
ارتكزت عديد الدراسات عند تعريف موضوع الهوية الذاتية، إنها التعرف إلى الذات، وتصّور الذات، فتقديرها، وفي النهاية تكوينها، القدرة على التحكم فيها وتطويرها.
فالهوية هي مجموع السمات التي تميز شخصا عن غيره، ونظرة الذات لذاتها، والوعي الكامل لمشاعرنا، وأفكارنا، وأحكامنا التي تجعل من الفرد نفسه متميزا عن غيره ،أو حتى مجموعة عن أخرى.
ويربط جون لوك تعريف الهوية بعقلانية الفرد، وادراكه وتفكيره، والقدرة البشرية على التأمل والتناغم والتجديد لا على الشكل الخارجي للشخص.
الذات هي مرورنا بمراحل عديدة من حياتنا، ومعرفتنا لقيمتنا الفردية ، ووحدة تكاملية منتجة من الربط بين الطفولة والرشد، لكن الوصول إليها ولتحقيقها قد يلزم المرور باضطرابات بين رغبات المجتمع ورغبة الفرد في ذاته، وتساؤلات عديدة للفرد عن دوره ومكانه ومكانته في المكان الذي يتواجد فيه، وللوصولج يجب الارتكاز على أساسيات كالثقة في النفس، المرونة في مواجهة التحديات، السعي للاستقبال الفرداني في أشكاله، اختيار مغادرة نطاق الراحة، والقدرة على تجاوز الصدمات في المراحل التكوينية للهوية الذاتية.
ابطال المجتمع للفرد هو الدافع الحقيقي لتحديد تميزه ،ورسم حدود هوية الشخصية، فاختبار أفكاره ومبادئه وحلوله، والايمان بأنّ جميعها عوامل قابلة للتجديد بازدياد الخبرة الحياتية، والتوّسع في مفاهيمها، لينتهي فيه الأمر باختيار دوره المناسب، وانتقاء المرآة التي يقرر ان يرى فيها نفسه.