تغريد برهوش
الخميس 6/10/2022
” الاعتقاد القديم يشبه الحذاء القديم.. نرتاح فيه إلى درجة أننا لا نلاحظ الثقب الموجود فيه ” روبرت رولت
ترتبط المعتقدات التي نؤمن بها بطريقة تفكيرنا وتؤثر بشكل كبير على حياتنا وعلى كيفية استجابتنا للأشياء والأحداث الإيجابية والسلبية التي تواجهنا في الحياة.
وكل تجربة نمر بها ونعيشها في حياتنا تسهم بشكل غير مباشر في تشكيل معتقداتنا وقناعاتنا التي تراكمت في عقلنا الباطن على مدى فترات طويلة، وترسخت بشكل أقوى كلما تكرر ما يعزز ذلك المعتقد.
تلك المعتقدات تختلف من من شخص لآخر، وهي ليست حقائق علمية أو حقائق كونية.
معتقداتنا بمثابة المفاتيح التي تمنعنا من التقدم، أو المفاتيح التي تساعدنا على أن نُحدِثَ التغيير الذي نستحقه في الحياة..
فلا يوجد منا من لا يرغب بتحقيق النجاح في حياته، ولكن من يؤمن ويعتقد بأن الذكاء أمر وراثي، وأنه لم يحظى بموروث جيني يحقق له الذكاء، فإنه لن يُحاول أن يستثمر قدراته ويصل بها لأعلى إمكانياتها. بينما من يعتقد أنَّ نجاحه أو فشله يرتبط بجهده واختياراته وقراراته واستثمار الفرص المتاحة، وفي أغلب الظن سيحقق النجاح.
والجدير بالذكر بأن أهم وأصعب خطوة هي تحليلنا الواعي لمعتقداتنا وقناعاتنا، وتحليل مدى تأثيرها على حياة كل منا.
ولكن بمجرد أن أصبح لدينا القدرة على تحديدها وإدراك مدى تأثيرها، سيصبح من السهل علينا مراجعة تلك المعتقدات، وقد نحتاج إلى بعض الوقت في فحص ومراجعة معتقداتنا السلبية بما يكفل لنا حياة أفضل إيجابية.
وفي كثير من الأحيان قد نردد دون وعي منا معتقداتنا السلبية على شكل مقولات أو أمثال، مثل: ” توقع الأسوأ حتى لا تصاب بالإحباط ” أو ” المصائب لا تأتي فرادى ” أو المقولة الساخرة الشائعة ” هذا حظي أعرفه جيداً ” أو قد يستخدم البعض بشكل مستمر أي من العبارات التالية: ” لا أستطيع ..، هذا ليس عدلاً .. ، لو أنني .. ، كان من المفترض أن .. ، لا أمل لي .. وغيرها من العبارات.
وبمجرد تكرار تلك الأقوال أو الكلمات يجعلنا نشعر بالاستياء، ويسلب في الكثير من الأحيان الحافز والدافعية.
لذا لا بد من التمهل، ثم التوقف لنتأمل ونراجع كلماتنا ونتعامل معها بوعي وذكاء، واستبدال تلك اللغة السلبية بعبارات أكثر إيجابية، مثل: ” أستطيع، الحياة ليست عادلة ولكنها هكذا مع الجميع، تعلمت من خطئي وفي المستقبل سأفعل… أو في المرة القادمة سأحاول، وبدلاً من لا أمل لي سأكرر سأحاول بكل وسعي…
وهناك حكمة قديمة تقول: ” لكل فرد يحمل مفتاح الجنة.. ستجد أن المفتاح نفسه يفتح أبواب جهنم ” ومن يتحكم في تلك المفاتيح هو أنت، فراقب معتقداتك وتحكم بها بذكاء لتكن أنت النسخة التي تريد.