تغريد برهوش
الاثنين 2022/9/5
شحن بطارية الروح
يقول الشاعر القروي
نَصَحْتُكَ لاَ تَأْلَفْ سِوَى الْعَادَةِ الَّتِي يَسُرُّكَ مِنْهَا مَنْشَأٌ وَمَصِيرُ
فَلَمْ أَرَ كَالْعَادَاتِ شَيْئًا بِنَاؤُهُ يَسِيرٌ وَأَمَّا هَدْمُهُ فَعَسِيرُ
ويقال أيضًا بأن سلوكنا يعتمد على معتقداتنا، وما نقوله ونفعله مراراً وتكراراً يسهم في تشكيل عاداتنا، وأن 40% من سلوكياتنا اليومية عبارة عن عادات.
لذا لا بد منا أن نتوقف لنراجع ونتأمل ونقيّم عاداتنا، وأن نعي الجيد منها وما يجب تغييره والتخلي عنه، والتخلي عن عادات معينة يتطلب تدريباً، فالشخص لا يمكنه التخلص منها بسهولة، ولكنه يستطيع التخلي عنها تدريجياً أو اكتساب عادات جديدة لتحل محلها.
العادات تتشكل عندما تربط الذاكرة سلوكيات معينة بأماكن أو حالات مزاجية ما.. فإن اعتاد الشخص على تناول الحلويات بصفة مستمرة وهو جالس يشاهد التلفاز، فإن مجرد رؤية التلفاز سيغريه ويدفعه تلقائياً لتناول المزيد منها.
فالعادة لا تتغيَّر ولكن فعلياً أنت من يختار عدم القيام بها حتى يتم التخلي عنها تدريجياً.
وهكذا هو الحال بالنسبة للتفكير السلبي، فهو عادة اكتسبها الفرد ومتى ما أدرك وأصبح أكثر وعياً بطريقة تفكيره السلبية وانعكاساتها على تصرفاته، فإنه يمكنه التدرج بالتخلي عنها.. ومن أبسط الاستراتيجيات والطرق الفعَّالة التي تساعد على اكتساب طريقة تفكير ايجابية وتضمن التخلص التدريجي من طريقتنا السلبية في التفكير هو عمل ” مذكرة يومية ” والحرص لمدة لا تقل عن شهر على كتابة ما لا يقل عن ثلاثة أمور إيجابية تحدث لك كل يوم.. والمحاولة المستمرة على تدريب نفسك على إيجاد شيء إيجابي في كل موقف تعيشه وتختبره، فمثلاً عند ذهابك لعيادة الطبيب، اذا حدث أن تأخر الطبيب عن عيادته لسبب طارئ، فبدلاً من التذمر والاستياء، يمكنك أن تجد شيء إيجابي تحدث نفسك به مثل: ” هذه فرصتي لقراءة وفرز صندوق البريد الإلكتروني ” أو ” يا لها من فرصة مُنِحَت لي لقراءة كتابي في عزلة وهدوء “.
حتى وإن كنت لا تحب الكتابة فالأمر يستحق منك أن تجرب الكتابة في تلك المذكرة لمدة شهر، مع الإيمان بأن التغيير يعد ضرورياً وأنه أمر ممكن.
قطعاً الأمر يستحق المحاولة.. لأن كل لحظة في حياتك تستحق. عليك فقط أن تغير منظورك نحو طريقة عيش جديدة، وشحن بطارية روحك بالطاقة الايجابية .
هو عليَّ هين .. وإنَّ الله على كل شيء قدير.