فوائد معرفة الذات

يستوقفني اقتباس عابر للكاتبة والمؤلفة الفرنسية ماري مادلين دافي “معرفة الذات هي ولادة في ضوء المرء ، في شمس المرء. الرجل الذي يعرف نفسه هو رجل حي.”.
فينير لي ضوءًا، أول خطوة حقيقية تأخذها في طريقك الحقيقي، هي اللحظة التي تدرك فيها نفسك.

تقول إحدى الفلسفات، أن معرفة النفس هي بداية الحكمة، وأزيد عليها انها بداية المستقبل، وبداية اختيار الدرب الطويل، فإدراك المرء لذاته يعني معرفته لافكاره ومبادئه، فتحديد دوره المجتمعي، ووعينه بالإضافة التي يعطيها للمحيط به تارةً، وحتى رفضه الأفكار الاي لا تناسبه، والتي قد يحاول الآخرون فرضها عليه تارةً أخرى.

وإن نظرنا من زاوية أخرى، فمعرفة الذات تعتمد أيضا على تحديد المهارات، واختيار المجال الذي يستطيع الفرد أن يجد شغفه فيه، فتنمية شغفه والحفاظ عليه، ومنه تحديد الخطط التي يستطيع الإنجاز فيها، ومقدار ما يمكنه إنجازه، وبالتالي سترتفع انتاجيته ومدى الكفاءة في إنجازاته، مما يعني تطورت مهنيًا وابداعيًا، يُعكس على تقدم الأفراد المحيطين فيه.

يمضي الكاتب أعواماً كثيرة في تكوين كتابه، لكنه لا يبدأ الكلمة الأولى إلا حين يحدد رسمًا تشكيليّا له، أن يضع ملاحظات عديدة، ويكتب على. الهامش أفكارًا وحبكاتٍ وتعديلاتٍ كثيرة ، وبعد معرفة الكاتب لهدفه كاملا، ومشاعر جميعها، يبدأ بالخطة الأولى، ثم يأتي العديد من القراء، بعضهم يعيد القراءة مرات عديدة، والبعض الآخر قد يصنع منه عملا اخر، مسرحية أو عرضًا تلفازيّا، إلا أنه توجد حقيقة ثابتة ان اعلم الناس بمكنون الكتاب المؤثر كاتبه، وهكذا البشر، أعلم الناس بالمثابرين، والمحاربين، والمؤثرين ،أنفسهم.