تغريد برهوش
الخميس 6/10/2022
تسعى إليها وتبحث عنها باستمرار، تغلق عينيك وتستشعرها.. تتناول طعامك وتفكر بها .. تتأمل أعين المارين لعلك تلمح بريقاً منها، تتحدث إلى الأهل والأصدقاء والأخلاء وتخبرهم بأنها مسعاك.
تلك هي السعادة..
فهي الهدف المهيمن على سلوك كل منا ، وهي الدافع الخفي أو السري لجميع الناس في كل ما يفعلونه ويمارسونه ويحاولون تحقيقه وانجازه .
لذا تعد السعادة من أبرز وأهم الموضوعات المتداولة في علم النفس الإيجابي، ويسعى جميع البشر وعبر الحضارات المختلفة إلى تحقيق السعادة، وتختلف السعادة في منظورها من شخص لآخر، فمنهم من يقرن السعادة بالنجاح، ومنهم من يراها في المال، ومنهم من يراها مرتبطة بالملذات الجسدية والمادية، والبعض الآخر يرى السعادة في مساعدة الآخرين.
وعلى الرغم من الدراسات العديدة في هذا المجال، إلّا أن تعريف السعادة لم يتبلور في صيغة موحدة لدى الجميع.
وينظر أغلب العلماء والباحثين إلى السعادة من جانبين:
- الجانب الانفعالي: المنظور ( النفسي – الوجداني) مثل: الشعور بالمتعة والفرح والسرور، والشعور بالأمن والطمأنينة.
- الجانب العقلي: المنظور ( العقلي المعرفي ) ويتضمن ذلك المنظور ما يدركه الفرد من رضا عام عن حياته بشكل عام أو عن جانب معين من جوانب حياته بشكل خاص.
ويمكننا دمج الجانبين معاً حيث أن الإنسان يعبر بسلوكياته عن السعادة التي يشعر بها بوجدانه ويدركها بعقله.
ومن المهم جدًا أن ندرك ونعي أن السعادة ليست نقيض التعاسة، بل هما مختلفان ومستقلان عن بعضهما البعض، فتقليل الضغوط والمشاكل والتحديات اليومية من حياتنا بالتأكيد سيقلل من مشاعر التعاسة، ولكن ليس بالضروري أن يزيد ذلك من مستوى الشعور بالسعادة.
ويمكننا الإيجاز بأن السعادة هي انعكاس لمعدلات تكرار حدوث الانفعالات السارة أو المبهجة، ومدى شدة هذه الانفعالات، مما ينعكس ويؤثر على درجة الرضا عن الحياة.
ومن زاوية أخرى ، ومن باب الاجتهاد والاختصاروالاختزال لأغلب قراءاتي حول موضوع السعادة يمكنني تلخيص جميع ماسبق عن السعادة بمعادلة خاصة بالسعادة
معادلة أخط للسعادة
أ + خ + ط = فرد سعيد أو غير سعيد
أ = استعداد الفرد للسعادة
خ = الخبرات والمواقف التي يعيشها ومدى تكرارها
ط = طريقة تفكيره تجاه تلك المواقف
ومحصلة تفاعل تلك العناصر مع بعضها فرد سعيد أو فرد غير سعيد
وفق ظروف التفاعل المختلفة ووفق العوامل الثابتة والمتغيرة لأي تفاعل كان .
قد لا نستطيع التحكم في الخبرات والمواقف ودرجة تكرارها ولكن بالتأكيد يمكننا التحكم في طريقة تفكيرنا تجاه المواقف.